الإدراك والتدبر
كيف تتغلب على الحزن والغضب؟
لم يُخلق الإنسان ليتألم ولا ليعاني، بل
هو شعـور يشـعر به في بعض الأحيان وكل ما هـو موجود مقدر من الله رب العطاء
والجود.
إن الألم المكبوت يخلق الغضب والحزن، ويؤثر
عـلى حيـــاة الإنــسان فهناك مشاعر دفينة بداخلنا بإمكاننا التــحرر منهــا ومن كــان
مؤمنا متعايشا مع كتاب الله وسنة رسوله الكريــم، فــهو متــفائل، لأن كل شيء
بقضاء وقدر.
لابد من ترك التشاؤم والحزن فلا ألم مع الأمل،
والأمل هو تحقيق النجاح وهو تحقيق الأهداف والطموح طريق السعادة والسكينة.
السعادة هي استغـــلال الــــطاقة بشـــــكل
جيد والتعلم من الأخطاء والاستفادة منها فاتبع هـذا المنهاج دوما على مـــــدار
حياتك فسوف تجني أرباحا تغدي بها عقلك وتفز بدنياك وآخرتك.
السعادة أن تكون مميزا بأخلاقك، وكن مع الله ولا تحسد أحــــدا ولا تحقد وعش
ببساطة مهما علا شأنك، توقع خيرا مهما كثر البـلاء تعلم العـطاء بلا مـــنّ ولا
انتظار الرد، وتذكر أن الأخلاق هي الروح التي لا تموت بعد الرحيل ومن اهتم بك لا
تهمـــله، لأن هــذه الصفة على وشك الانقراض وشارك في حياتك بفاعلية
وهمة، واستــــخدم المنطـق كي تزيـد ثروتك
الروحية والنفسية وما كان خارج نـــــطاق قدرتك دعه لله، ابحث دوما عن الملذات الحقيقية في
الحياة، وعن تلك الأمور الراقية التي تمنحك شعورا دائما بالسعادة والاستقرار
النفسي.
وأمامك أيها الإنسان حياة واحدة تحياها اجعلها
الأفضل بعـطائك
وتفكيرك بعيدا عن السلبيات، وعن الخوض في متاهات
الوقت المعاصر، سلامة القلب من أسرار السكينة التي نبحــث عنها في
حياتنا كلها.
قال
سبحانه وتعالى: " يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا
مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" (89) سورة الشعراء
فاحرص أخي، على أن يكون قلبك سليما فذاك
هو الفوز المبين وأدرك أن الخطأ قــدرنا كما قال الرسول الكريم صـل الله عليه وسلم
" كل بني آ دم خطاء وخير الخطائين
التوابون ". احرص على ألا تكون مــن شماتة الأعداء وأن تكون نواياك صادقة
فكما قال الرسول صل الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل
امرئ ما نوى"
سر السكينة تكمن في نقاوة السرير وصفاء القلوب، سـر السعـادة في زرع القيم
بنشر المبادئ الحسنة، والأخلاق ثمرة نقاء أهلك وحسن تربيتهم لك فاختر الطريق
الأنسب وكن خير سفير لهم، وعندما نقــرأ كتاب الله عز وجل ونقف عــند الآية
الكريمة:
بعد بسم الله الرحمن الرحيم: قَالَ
اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ
وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ(24) الأعراف.
ندرك تمام الإدراك على
أن الله قدر لنا منذ الأزل على أن نعــيش في هذه الحياة في امتحان، ومادام هناك
شيطان وعدو فلابد من الحرب ضده بالتقوى وبالعلم ومن استبدل الذي هو خير بالذي هو
أدنى فقد خسر دنياه وآخرته.
لابد من الصبر في كل الـظروف والتحمل والإكثار من الدعاء وطلب
الرحمة فالله رحيم بعباده ولا يكلف الله نفـسا إلا وسعـها.
واعلم أن الحـرص مـن الواجبات التي لابد من التشبث بها من أجـــل
المواصلة وبالتالي الوصول إلى النجــــــــاح وإلى السعادة النسبية، لأن السعادة
الكاملة عند الكامل ليست هنا بل هناك عند المولى عز وجل.
إذن لابد من الأخذ بالأسباب من أجل الفوز.