هل تبحث عن سبب الهم والغم؟
ربما تكون متسببا في همك بتصرفاتك السلبية
وببعدك عن الله
لنعيد التـفكير في الموضوع، فقد تكون
الموقع على أحزانك.
قد تكون المتسبب في عرقك الزائف وسهرك
وشرود ذهنك.
قد تكون المتسبب في سجن نفسك، فهل فتشت في
الأمر؟
كن مفتشا وفتش أوراقك وكـتبك بوضـع
أفــعالك أمــامك وتصرفاتك السلبية يعني أكتب ما فعلت في ورقة.
أعلم أنها لا تتسع ورقة واحدة بل أوراق،
بل مجلدات لأنــها حـياتك وسطر تحت كل فعل سـوء بخـط أحمر، وبـنفس الطريقة ســـطر
تحت إيجابياتك بخـط أخضر وقارن وجد نقطة لنفسك بنفسك، يعني محاسبة الذات بطـريقة
أدبـية تعـليمية تنظيمية.
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا
أعمالكم قبل أن توزن عليكم"
عمر ابن الخطاب رضي الله عنه.
ضع كراسا أمامك واكـتب النعم التي أنعم
الله عليك، صغيرة كانت أو كـبيرة، هيا حاول، فلن تستطيع، لن تنتهي حتما وستجد نفســـك
مجـبرا على التــكفير عن أخطائك وستبكي كثيرا حين تعلم أنه علـيك ديـن لم تقضيه.
علينا دين وقضاؤه فرض لا محالة، ندفع ثمنه
بالعين أبصر ترى عـــيوبنا في كل مجال والجـميل حقا أن الله رحمته واسعة وأبواب
رحمته مفتوحة على الدوام، ما أعظمك إلهي، حقا إنه للإدراك حــين ينـــطق ويتكلم
وحينما نصل إلى المعرفة الذاتيـة والـمحاسبة الإجـبارية عـندها نحـس بالراحة
النفسية.
هل جلست يوما مع نفسك وتذكرت الماضي
والذكريات والمشــاكل التي سببتها للناس بلسانك القاسي والذي تكلمت به عن أناس
أبرياء؟
هل ندمت وطلبت المغفرة بكامل وَعْيكَ أنك
تتكلم مع الله؟
الضيق فـيروس يصيب القلب ويعكر المزاج،
وإن لم تبحث عن الحلول، ستزيد همومك ويصبح بذل المشكل الواحد مشاكل وتتفاقم الأمور
وتضعف صحتك وقد تنحرف، لأن العدالة إدراكيا هي مـعرفة الأسباب وليس إيجاد العقاب.
سارع أخي الكريم كي ترتاح فنفسك عليك حق وكن
أنت لأنك لن تـكون غـير أنـت، إن كـنت تـدرك جـيدا مـعنى أسماء الله الحسنى سيرتاح
قلبك لا محـالة، وأنصـحك أخـي الكـريم بالـبحث عـن معنى أسماء الله الحسنى بالشرح
المفصل لفضيلة العلامة الدكتور محمد راتـب النابلسي كي ترتاح وتسعد.
ونعطي مثال عن اسم من أسماء الله وقد
اخـترت لكم اسمه المعطي:
أيها الإخوة الكرام لو تساءلنا: ماذا
يعطينا الله عز وجل؟
يعطينا نعما دنيوية، يعطينا الصحة، يعطينا
القوة، يعطينا المال والجمال ويعطينا نعما إيمانية ويعطينا السكينة والأمن والرضا
والسعادة.
نِعمُ الله لا تحص ولا تعد وكل ما أعطاه
لنا في الدنيا تنقضي بانقضائها، فعطاء الله ابتلاء وحرمانه دواء، وحين نؤمن بالقضاء
والقدر بحقيقته الإيمانية نكون قد عرفنا حقيقة العطاء
فعن أبي الدرداء عن النبي صل الله عليه وسلم:
"لكُل شيء حَقيقَة ومَا بَلَغَ عَبْدُ حَقيقَة الإيمان
حَتى يَعــْلَمَ أَنَ مَا أَصَــــــابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَه، وما أَخْطَأهُ
لم يَكُنْ لِيُصِيبهُ"(011-100)
من كتاب وأخيرا وجدت الحل منهاج الناجحين توقيع وهاج مصطفى 2020