أشعر بالملل :
كلما تسلل الملل إلى داخلك، لن يريحك
انتظار المجهول بعقل متكاسل متواكل، فكيــف يصــيبنا المـلل في وقت تــنوعت فـيه
أساليب كـسر الروتين من نـشاطات اجتماعية تنمي المهارات وفكرية تغدي العـــقل
وتخرجه من قوقعة الملل؟
إن كنت تقصد بالملل القنوط، فلا حيلة مع
الله ولا قنوط من رحمــته كافـح ولا تكن متكاسلا، قم من عـلى وســـادة الملل وجرب
المغامرة فـفي المغامرة تدريب للعقل وتجربة.
ولعل تنظيم الوقت من أساسيات الشفـاء من
مــرض الملل وأنصـحك بقراءة كتب الدكتور إبراهيم الفقي كي تستعيد طاقتك الايجابية.
حكمة
الصبر لا يعلم في
المدارس، إنما الصبر لمن جرب ومَارسَ.
يقول
ستيف مارابولي :
"السعادة
هي ليست غياب المشاكل
وإنّما القدرة على التعامل مع هذه
المشكلات"
أبحث عن راحة البال؟
جلست يوما أتدبر في عطاء الله فوجدت أن الأخـــتلاف
المــقدر رحـمة لنا وهذا لحكمة بالغة قدرها الله لنا ليَمْتَحننا، فالمال امــــتحان
والفقر امتحان ولكل منهما سلبيات وايجابيات فــكثرة المال فيه منفعة ومضرة، وقد
يجلب لصاحبه الهم والغفلة فيربح دنياه كما يزعم ونسي أنه خسر آخرته.
الفقر كذلك امتحان صعب والخير فيما اختاره
العدل وهو الــذي قدر لنا هاته القسمة وما علينا سوى قول الحمد لله على نعمه.
ترى مما تعاني؟
من البطالة، من المرض، من الفراق، من موت
أحبائك من المعيشة من الواقع، إذن حدد نوع حزنك وألـمك؟
حدد موضوعا وجد له عنوانا؟
وسنفسر القضية انطلاقا من كتاب الله، إن
كنت عـبدا مـــؤمنا فـــلا تتأفـف من الحال بل حـاول أن تـتغير، ومــن رضـي بـقـــسمة
الله لا يشكو بل يكون صابرا محتسبا.
في يوم من الأيام جلست مع صديق، كان
مـهموما متذمرا سجن نفسه بنفسه لما يراه من خير عند أقرانه، كان يراهم في هدوء وسـعادة
ولم يفسر معناها فسألته: ما بك؟
فأجابني: لا أدري ما فعلته فأنا كما ترى متسكع.
سألته: لو أرسل الله لك ملكا وسألك أطلب
ما تريد فماذا ستطلب؟
فقال لي: العمل وكثرة المال والرفاهية وأن
أُكّونَ أسرة وأن أعيش كالناس
فقلت: هل اكتفيت؟
فأخبرني أن المال هو السعادة.
فقلت: حقا المال متاع ولكنه لا يجلب
السعادة المطلـــقة التي تـــبحث عنها فمن كان يبحث عن السعادة، عليه أن يدرب
حواسه على الخُلق الحَـسَن ومن ثم تولد لنا طاقة إيجابية تسمى الـتقوى.
" ومـن يتق الله يجعل له
مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب."
أليس كذلك؟
أتطلب من الله اليسر وتنسى واجباتك؟
فما المغزى من الحياة، إن لم يحرص العبد
عن طاعة ربه؟
ما الغرض من الحياة إن لم نمتحن؟
ولو بحثنا في جميع قضايانا وكل شخص من
الأشخاص نسأله عن حاله (الغني والفقير وميسـور الحال) سنجد إجابات مختلفة ولن نجد
السعادة
الكاملة لأن الكمال لله عز وجل وكما قال
بعد اسمه الرحمن الرحيم:
" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ
الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ "
﴿٣١
محمد ﴾
وأدرك أن التأخير في
إجابة الدعاء لربما فيه خير لك..
وهل تظن أن المال يحقق لك السعادة؟
إذن تخيل لو أعطاك الله المال، وتزوجت ولم
يعطيك الدرية.
أعطاك المال، وأنجبت مولودا مشوها خلقيا
أعطاك المال، وسجنت من طـرف عـصابات
إجرامية
أعطاك المال وابتلاك بزوجة تنكّد عليك
حياتك
وأنت أختاه تطلبين الزواج بإلحاح وتـذمر،
تخيلي لو رزقـك الله بزوج أخلاقه ذميمة ويزيد من همك أكثر مما كنت عليه، تخيلي لو
تزوجت ولم تنجبي.
ظروف نعيشها في الحياة وعـلينا أن نقتنع
بوجود الامـتحان الإلهي بـل وأن ندرك أن الحياة صعوبات، ومـن يتقي الله يجعل له
مخرجا.
إذن لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه فلماذا
الأسى؟
لابد من طلب الرحمة حتى في الرزق " اللهم
استرنا في الدنيا والآخرة"
وفي الستر تفسير بليغ بل ايجابي وأجره
كبيـر فسلامة الإنسان في الدنيا هي الأصلح.
عالج
مشاكلك بالجلوس مع أهل الفقه والعلم لا مع المقهقهين في شوارع المعاكسة والمتتبعين
لعورات الناس ودرب حواسك على الأخلاق وكن عاقلا وانتسب لأهل العلم، تفز بالدنـيا
والآخرة.
"
أفلا تعقلون "
تكررت الآية في عدة مواقف حيث أن العقل هو
الحياة
ومن تَعَقلَ ينجح ويفوز في الدارين بإذنه
تعالى.
إذن علينا أن نتقبل الحقيقة ولو
كانت مرة فحين لا يرض العقل بما هو مقدر يصاب العقل بمرض غريب هو التيهان والغرق
في الأحزان.
ويا لسعادة من كان تقيا والبحث في معنى
التقوى يستوجب البــحث عن معنى الاستقــامة وإن استقمنا بالحرص على الحقوق والواجـــبات
سندرك حقا معنى الـــيقين فالمعاملات بالـنية الحسنة بمعـرفة الـــــدين وأساسياته
تقوى وهذا وعد الله في كتابه الكريم بعد اسـمه العظيم: "إِنَّ
لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا " (31) النبأ
والفوز هو السعادة التـي نتمناها كلنا
فعليـنا أن نتجنب النـفس الخبيثة ونحرص على معرفة الــــطريق النــاجح ونصيــحتي
لي ولكم لابد من مجالسة الأتقياء، كي نسعد وتستقيم جوارحـنا ونــبلغ الهدف.
ونحن نعلم أنه كلما تقدم العلم إلا وفـيه
إيجابيات وسلبيـــات لــــكن عنـدما يـدرك العقـل ما لـه ومـا علـيه، يتـجنـب
الوقـوع في الهــــوى وسيصل إلى فهم معنى التقوى فيكون من المتـقين.
نسأل الله أن نكون منهم آمين يا رب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق