هل تعيش في صراع مع نفسك؟
الخصام مع الذات
الهوس هو ذاك الحوار الداخلي، الذي تُمْليه
النفس الأمارة بالسوء ويدفعك إلى العيش منفعلا والتفكير في البعيد، والــجلوس مــــــنفردا
بنفسك تحاور الأسى.
هو مرض خبيث يستفحـل كل ما تأخر العلاج، ليصـبح وســـطا لبكثيريا الجـنون وفيروسات الوسواس يـصعب التخلص منها فالحـــذر الحذر أن يضعفك الهوس.
الهوس وسواس ونغس يصاب به الشخص، إن فكر في الغيبيات وتـرك الموجود فالمريض يحدث نفسه ويخدعها، فقد أحب التشاؤم انــــطلاقا
من هوسه ويردد عبارة "ما بقاش الخير "
يعني الخير لم يعد له مكان بيننا، لكن
أين بصمتك؟
إن كنت تحب الخير فسارع لزرعـه وحاول أن
تكون مثالا للــــتفاؤل والراحة النفسية فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِذَا قَالَ
الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ))
وفي رواية أخرى: ((فَهُوَ أَهْلَكَهُمْ)) صحيح مسلم
يعني التضارب المنعكس لنفسية الفرد فيزيد
من تأزم الأوضاع
فلماذا لا نعالج أنفسنا أولا ومن ثم نتحدث
عن الواقع.
يا أخي وما أدراك!؟
غلت المهور وأنت لم تطرق باب الحلال، أي
تتكلم بما سـمعت فقط كثر الطلاق وأخاف أن أُطلق. الخ
الزواج قسمة ونصيب فما قصتك أنت؟
وما دورك أنت في الامتحان الإلهي؟
فقد قال المولى عز وجل في محكم التنزيل
بعد
بسم الله الرحمن الرحيم:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إنَّ
مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا َّلكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن
تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) سورة
التغابن.
هي قصة صديقي عاشها أيـام المراهـقة، مع
أحد أقاربه وكان قريبـا جدا منه ومن زوجـته حيث كان يراهما في سعادة مطلقة وبعد ســت
سنوات من العشرة الزوجية، كثرت المشاكل مما أدى إلى الـــــــطلاق فتأزم القريب
وعاش في صراع نفسي خوفا من أن يعيش نفس القصة.
لكن أوليس هذا مرض وهروب من الواقع!؟
لابد من التصرف بـعقلانية فكل شيء بقضاء
وقدر، عــلى الأقل صديقك جرب وكان شجاعـا، فكن راويا لقصتك لا روائيا للقصص
السلبية ولا تكن فيروسا محطما مشاعر الناس، بل كن بقصصك ذكـيا وحاول أن تعـــالج
الأمـور بحكمة، وتعلم من قصص الناس.
الهوس هو أن تعيش محدثا نفسك بالأسى وبكل
ما هو سلبي
تسلح بالإيمان فهو السعادة التي تبحث عنها.
أتدري أن الـهوس ضعـف في التوحيد؟
تكلم عن الموجود لا عن الآتي فـالغيب لا
يعــلمه إلا الله، ولابــد من الإدراك أن الحياة امتحان لحكمة بالغة لا يعلمها إلا
رب الخلائق والوجود، لذلك وجــب تقوية الإيمان والتدقيق في الرسائل الإلهية من أجل
راحة الــنفس والتعايش مع الواقع فكل هوس تُحَدتُكَ به نفسك إلا ليضعف إيمانك
ونسأل الله سبحانه أن يفقهنا في الدين، كي ترتاح قلوبنا ويعم الخير.
تشجع وكن مدركا أن الحياة مجموعة من القصص
الإيجابية والـــسلبية ولابد أن نتعايش مع قصصنا، بعقولـنا لا بعواطفنا والإدراك هو
سبـيل السعادة إذن جرب، وبعد
التجربة تكلم ولك الحق بالنقد والانتقاد.
يقول الكاتب والفيلسوف هيلين كيلر :
العديد من الأشخاص لديهم فكرة خاطئة لما
يشكل السعادة الحقيقية، يتعذر تحقيق ذلك من خلال الإشباع الذاتي ولكن من خلال
الإخلاص لغرض يستحق.
من كتاب وهاج مصطفى واخيرا وجدت الحل 2020