تأمل "عساه يعود الأمل"
هل عسر عليك النوم وبت طوال الليل في
صـراع مع نفسك وتــفكر دون أن تجد حلا لمعضلتك؟
هل استيقظت فجأة في منتصف الليل مفزوعا؟
ربما اللحظة التي تستجوب فيها نفسك وتصحح
فيـها أخطائك
وهو الوقت المناسب لتطرق باب الله في سجدة.
هما ركعتان لله تغسل بهما شتاتك وصراعاتك،
وهو وقــت الهـــدوء والبعد عن فوضى الواقع ..
هي ساعة التركيز فالعقل يفكر والقلب يصـدق
العواطف والإدراك العقلاني هو الذي يستجيب في
نهاية المطاف.
تغلب على الشيطان واحرقه بالصلاة ليلا، فهي
النـور وهي السكينة.
تكلم مع الله ليلا والناس نيام في سجدة
مطولة واحكي همومك فجرا فهو بداية الفتح.
من منا من لم يرتكب أفعالا في لحظة غضب؟
من منا مـن لم يسبح خاطره في بركة من
الأحزان حين تعرض لنوبات جنونية وفقد الإدراك؟
لا تستلق على فراش الخذلان وتستسلم
للأحزان، فتنـشيط العقــل من مهامك أنت فإن كنت تبحث عن السكيـنة، درب حواسك على
الإدراك وهو موجود بداخلك فقط يجب عليك أن تكسر كرسي الأسى وتصنع كرسي الاعتراف،
تكن بذلك قد طرقت بابا مساندا يساعدك على تفادي الصراع النفسي والبعد عن الكسل
والخمول.
في ساعة متأخرة من الليل :
في غرفة مظلمة، على الساعة الصفر يتكلم الليل ويسألني.
من أنت يا هذا، تجلس وحيداً لماذا؟
فجأة أسمع طقطقات، وهمس يختفي خلف النافذة فقلت من!؟
قالت: أنا الهمسات، عجيب الهمسات تتكلم...!
بعد هنيهة سمعت صراخ الجدار
قال: ما بالك وحيداً ولماذا كل هذا الدمار!؟
تكلم فأنا أسمعك، ودعك من الأنين والآهات
قلت حكايات، حكايات تأزم الوضع وزادت الصدمات
يا للعجب، فصوت السرير من تحتي يهتز ..
يهزني ويقول هيا قم وصلي ركعات
هو السرير يتحدث ويتكلم ويأمر.
في أي وقت وأي زمن أنا؟
كان حلما أيقظ نعاسي ولم أجد لحلمي تفسيرا سوى أنها ساعة الإدراك،
وتستمر الحياة.
عش ما شئت وتعلم من الحكايات وفسر كما تشاء وأرضى بالقضاء العمر قصير والآتي، لابد من ممات.
صليت رافعاً يداي لرافع السماوات، ودمعي يتكلم بالمناجاة
تب إلهي على عبد عاش طول عمره مقصرا
أنت المغيث أغثني، لا تدرني فردا فأنت رب العرش
واغفر لمذنب غرته الحياة.
تعريف الحياة: هو البحث عن السبيل من أجل النجاة.
هذا وعد الله " لا خوف عليهم ولا هم
يحزنون"
وعد الله سبحانه وتعالى في قرآنه المجيد،
بعدم الخــوف وتــعددت الآيات والسبيل واحد وان اتبعنا الهدى سنفلح لا محالة وإلــيكم
بعض الآيات منها في سورة البـقرة قال تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم:
"قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا
فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (38)
والقصد هو البيان والرشاد، وإن اتبعتم مــا
أنزلـــت عــليكم فابشروا بالأمن والسكينة ومن أهوال يوم القيامة ومن عقاب الله.
أليست هي السعادة التي تطمح إليها أم
سعادتك دنيوية؟
وقال أيضا: "بَلَى
مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ
وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون" (112)
من أذعن وتدلل
لطاعته وخضع لأمره وأخلص بالإحسان فــــهو آمن والأمن من السعادة.
وقال أيضا:
" َّالذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَـلَهُمْ
أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون "(274)
الذين ينفقون
أموالهم من غير إسراف ولا تقتير، فلا خوف عليهم.
قوم أنفقوا في
سبيل الله من غير سرف ولا إملاق ولا تبذير ولا فساد.
لا خوف عليهم
والنفقة من أسرار السكينة.
وقال أيضا:
«إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ
وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُون"
(277)
الذين صدقــوا بآيات الله وبسنة رســوله
وعـملوا الصالحات وأقاموا الصلوات وآتوا الزكاة بحقها المشـروع، أبشروا بعدم الخوف.
أليست هي
السعادة؟
وفي سورة المائدة
قال تعالى:
"إن
الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ
آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِـرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون"(69).
وفي سورة الأنعام
قال تعالى:
"وَمَا
نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ
وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (48)
وفي سورة الأحقاف
قال تعالى:
"إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا
جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "(14)
