صراع العروش :
كم هو عجيب أمر الشخص الذي يظن نفسه أنه معصوم من الخــطأ ويتكبر
على الناس بقوله "أنا من عرش فلان" نسب وشرف، وأفعــاله عكس ذلك تماما.
ذات يوم جلست في المقهى مع رجلين كانا يتحوران في مجال السياسة
وبعد حديث مطول تنازعا وعلا صراخهما لأن الشــيطان كان يجلس بالقرب منهما فسألني
أحدهما والذي كان يــــقول أنا شــريف ومن عائلة كذا وكذا، أنت من أي عرش حتى
نشاركك الموضوع وتحكـم بيننا..!
سؤال غريب فيه من العنصرية الكثير والكثير ولكن إن علا صوتي حينها
فهذا يعني أنني سأقع في فخ ابليس اللعين..
فأجبته " أنا لقيط "
فتعجب واحمر وجهه وقال عفوا أتقول الحق؟
فقلت نعم
فقال أعتذر منك، فقلت لا عليك
وظهرت ملامح الحزن والأسى على وجهي
وبعد دقائق قليلة قلت له لربما وصلتك الرسالة، ماذا لو كنت حقا
لقيطا وكنت ضحية مجتمع كثر فيه الفساد؟
وأحييت في قلبي حزنا عميقا كدت أن أسايره
فقلت: هل أنت عالم أم مخترع لدواء مــثلا؟
وأنك ساعدت المرضى وانقضت أرواحا من الهلاك؟
وما هي بصمتك في الحياة وكيف حالك مع الله؟
إذن كن عبدا لله ودعك من الافتخار بالمنصب وبالعرش وما إلى ذلك
فكلنا من آدم وآدم من تراب، وكلنا عبادا للرحمن.
فكن الشخص الذي يجلب السعادة للناس وكن الشخص الذي عـندما يراه الناس
يقولون لا زالت الدنيا بخير.
ولا تكن مهمارا كثير الثرثرة، وازرع الخــير بتــقوى الله كي ترضــي
وجه العالي ودعنا نــرى شــــرف نســبك في تصرفاتــك وأفـــعالك
ودعنا نحكم عليك، لا أن تحكم على نفسك وتتباهى.
وإليك رسالة الشرف
من آدم وحواء إلى العامة (رجالا ونساء)
كنا نسكن الجنة وابتلينا وبعـد نزولـنا،
غرقــت الأرض بالــدماء وهي حكمة الله رب السماء، فَقُسمْتُم ومنكم من قال أنا
شـريف وأنا مــن عرش كذا، وألسنا شجرة الانتماء؟
حين يغيب الفهم ويحل الغباء وينطق السفيه
بلا حياء "يتكلم الإنتماء"
حين تقول أنا شريف أصلي لا يحتاج تعريف
وأنك إنسان نظيف
دعنا نراك نحن ولا تحكم على نفسك وتتباهى.
لأنك عبد من عباد الله والمغرور مصيره
الشقاء.
حين تتباهى وتتكبر وتدعي الفخر وتتجبر،
"تذكر من رفع السماء".