وأين بصمتك أنت؟
كن الشخص الذي عندما يراه الناس يقولـون
لا زالت الدنيا بخير.
كيف حال معاملتك مع الناس؟
في مجتمعنا، الكثير منا ينتقم لظروف
واجهته في حياته بأســـلوب خاطئ وقد يغضب أحدنا من تصرفـــات الإداريين أو
الموظـفين لـكن لا تكن مثــلهم وعندما تكلـــف بتسـيير مهام الناس، تصرف بطبعك
الهادئ وحاول جاهدا أن تساعدهم لأن الخـير، درب المحسنين والكل يحاسب على تصرفاته.
لا تعامل بالمثل، وانس أمر المتهورين
الذين لا يحسنون التـصرف وكن متفهما وقدم يد العون فتكن من الفائزين، لأن الحـصاد
الذي ستجنيه في الأخير وهو الترحم على والديك وعلى التربية الحسنة التي اكتسبتها
منهما، فإن عم الفساد كن أنت المــصلح، فالعمل الإنساني له أجران أجر الوظيفة والأجر
الإلهي الذي ستلقاه في الآخرة، وسر سعادتك في إسعاد الناس وخدمة الضعفاء جرب
وأسـعى جاهدا، أن تكون الرجل الصادق الصدوق الذي يلفــت انتباه النـاس بحسن
المعاملة هــكذا هي الدنيا و"الدين معاملة".
ولا تتأفف من حال الناس كأن تقول " أففف انسان منحرف "
هل سألت لماذا انحرف هذا الشاب أو هاته
الفتاة؟
لماذا لم تفكر بأن ربما لم ينصحه أي شخص
ولم يــــجد يدا تنقده من غفلـته، أو ربما ظروف الحياة هي السبب في انحرافه؟
فقد يكون ضحية من ضحايا المجتمع.
وأنت أيا من تعيش وحيدا أتعلم أن للوحدة
أخطار كبيرة؟
وهي
باب الانحراف ولوسوسة الشيطان، لذلك جد صديقا أو حبيبا يحب لك الخير ولا تمل من
البحث.
صاحب صديقا يخبرك عن عيوبك ولا تصاحب
الفاســدين الــمنافقين المتسكعين في شوارع الفتن.
لا تبق وحيدا واطـرق باب الحوار الإيجابي
كي ترتاح
ولا تدع الشيطان يستغل وحدتك وابحث عن
الرفيق الأصلح لك.
من
أكبر المشاكل والأمراض العصرية هي الكبت والخوف وغــــــياب الحوار فإليك قصة من
القصص الإيجابية قد تستفد من معانيها وحكمتها
ولد عبد الشكور في أسرة بسيطة وعـريقة
النسب، مـن عائلة يعرف عليها الفطنة والذكاء، كان يعــيش هوسـا وخـوفا داخليا ســببه
عدم التفوق في الدراسة، وهذا ليس سببا ودافعا رئيسيا يجعله يـعيش هـوس الجنون، لا
صديق له ولا أنيس يخرجه من تعاسته، يحب الرفـقاء ويمتنع في نفس الوقت والسبب هو
الخوف.
عندما تحاوره تجده عاقلا وهو في حقيقة
الأمر مجنون نسبيا لما يعيشه من هوس الجدال الأصم والأبكم يحدث نفسه كـــــثيرا،
يدير دولاب عقله بوسواس قهري يصعب على الإنسان تصديقه، شارد الذهن على مر الأيام والخطب.
لماذا أنا هكذا تعيس الحظ، ويحتقرني
الناس؟
ليثني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا؟
يقولها نعم لأنه فقد الأمل، فقد صدق ذاته
انطلاقا من الإبحار في عـالم الجنون والغيس في متاهات الأحزان، إنه حديث الهوى
والنفس الأمارة بالسوء والحقيقة صعبة جدا.
كان عبد الشكور له خيال واسع وفكر محدود
جدا، ذلك لأنه يفـكـر في السلبيات كثيرا وينسى الإيجابيات.
سمع عبد الصبور بقصة عبد الشكور، وبحث عنه
لـــــيرى إن كان بإمكانه المساعدة فجلس عبد الصبور هـذا الرجل الذي يتمتع بالحيوية
والنشاط، كان كثير المزاح ودمه خفيـف كما نقول باللهجة العامية.
نظر إلى وجه عبد الشكور، ليجده شاحبا
متشائما.
عبد الصبور: كيف حالك عبد الشكور؟
عبد الشكور: الحمد لله، نساير الأمور ولا
تسألني أكثر فقد بلغ السيل الزبى، لأني مَيتُ كمن في القبور.
استغرب عبد الصبـور، من كــلام لا يَصـدُر
في منشــــور ولا له خــارطة عبور ولا حل له ســوى التـفكير بدقة والصبر لحل مشـــكلة
عبد الشكــور وزاد تـعجبه لمـا رأى أنه لا يزال في عـمر الزهور.
فكر عبد الصبور مــليا في فـكرة عكسية
رمزية، فوجد حلا مناسبا فقال له: ساعدني أرجوك يا عبــد الـشكور، فـأنا مــريض
ومــرضي الأنانية، أنا تائه، أرجوك جِـدْ لي حلا فنحن في الهم إخوة.
كلام صعب إعادته، بوح غير لائق ولا يجوز
التفكير فيه، ولـــكن هي الحياة عش ما شئت ترى العجب العجاب.
قال عبد الشكور: وما مشكلتك؟
قال: لست صبورا مــع أن الله أنــعم عــلى
بنعــم لو أخـبرتــــك بها لصفعتني صفــع الأب لابنه، وعاتبتني عتاب الصديق في
غــدر الخيانة.
تصور لي اسم معروف ولي دخل أعين به عائلتي
على "المصروف" أسكن في قرية يغيب فيها الخوف "أرى وأشوف"، لي
ذوق وشــــهية وصحتي كما ترى قوية.
كرمني الله بالعقل وأعَاني من الجنون غير
المرغوب فيه، مشكلتي أنـــني غيـور وغـير صبور، أحس أنني عالة على المجتمع.
أرجوك ساعدني لأنني أراك أحسن مني، كل
الـصفات مـيزني بها الله سبحانه وأنا أفكر في السلبيات كرمني تعالى بالعقل فأنا
لست حــيوانا أخبَرُوني أنه من يفكر في البعيد وينسى القريب يسقط ويلقبونه جـبان
وأنا كما ترى فالدنيا امتحان، وأنا راسب.
تفاجأ عبد الشكور لأنه يعاني من هذا المشكـل،
وأحس بأنه يحدث نفسه تـغير وجهه والدموع على خديه، مسح عبد الصبور دموع عبد الشكور
وسأله: مـا خطبك؟
قال: اسم على غير مسمى أنا من لست شكورا،
اسمي عبد الـــشكور وأعـيش مجنونا في الحقارة والضيق والهوان، أنا من كنت تروي قـصـته
أنا يا عبد الصبور أنا أنت وأنـت أنا فقد جئت في وقتك بورك فــيك أنقذتني من موت
الشماتة ومن غـفلة تصارع النفس ومن النوم عـــلى وسادة الشياطين.
نــــسي عبد الشكور أن عبد الصبور كان يبحــث
عن حل لمــشكلته فسقط ساجدا باكيا وتــغير حاله نادما تائبا.
إنه الحوار الايجابي الذي يعانيه الكثير منا،
إنه الكبت والبكاء إنــــها اللّمة التي اندثرت، إنه فيروس الـوحدة الـذي انــتشـر
في كل البيـوت رغم تطور التكنولوجيا، إنه البُعـد عن الحوار إنه الـغيس في متـــاهات
الحياة ونسيان القدر والقضاء.
رجع
عبد الصبور مبتسما مبلغا رسالة الهدى وتنفس عـــبد الشـكور الصعداء وعادت البسمة
على وجوه أفراد عائلته، والْتمّ الشمل، وعـاد الصبر والشكر.
نصيحتي:
لا تبق وحيدا، حاور صديقك المقرب، حاور
أخاك أو عائلتك وابحث عن الحـلول وتدبر في كتاب الله واجعله أنيسا لك.
حاور،
وناقش وابحث عن الحلول لأن الصمت والهــروب من الواقــع مرض خبيث والشفاء منه صعب،
وإن لم تجد طبيــــبا معـــــالجا عالج نفسك بالحكمة والحكمة هي الاستمــــاع
للدروس الدينـــية ومرافقة الفقهاء أو قراءة الكتب.
لا
تنفعك الوحدة والتخفي ولا ينفعك التمادي كن شجاعا وتحـدى المشاكل بالإدراك العقلي.