هل بَلّغْت الأمانة؟
حين تدبرت قوله تعالى في سورة الأحزاب بـعد بسم الله الكريم:
" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ
عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنهَا
وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا
جَهُولًا"
(72)
سورة الأحزاب.
أدركت مدى الحمل الثقيل الذي علينا، فترى
ما هي الأمانة؟
لو تطرقنا إلى تعريفها لن ننتهي لعظم
المسؤولية ولعلو مرتبتها عند العليم سبحانه، أيقنْ أخي القارئ، أنك حين تتعلم
وتعطى شهادة، أو تصل إلى مرتبة من الـعلم أو أي وظـيفة كانت، أنت إذن مسؤول عن
أداء مهامك، فهل بَلّغْت الأمانة؟
أنت مؤتمن على ما تعـلمته وتبليغه مسؤولية،
فلربما تغير بها منكرا أو تساعد بها تائها غافلا.
تأمل وابحث في كل صغيرة وكبيرة من أجل
إيصال الرسالة.
والأصعب في القضية أن تعاكس المنطق،
فالأخلاق أولا ثم العلم ثانيا، حتى لا تكون قد تعبت من أجل نيل الشهادة، فالشهادة
ورقة مختومة بحبر بصمتك وتعبك طوال سنوات الدراسة.
فهل حصاد الشهادة موجود أم لك تبريرات غير
موضوعية؟
هل وقعت على الكفاءة أم أنك كنت تبحث عن
اللقب فقط؟
القوة الفكرية هي الإدراك بما نفعل أما
الجري وراء المناصب والراتب زينة من ألوان الدنيا لكن التفكير في الصـواب والإدراك
هو السبيل للوصول فكن مزودا بالأخـلاق والمـقاييس التـنظيمية الممـنهجة، فـنبل
الأخلاق شهادة إضافية ودعم لك في طريق النجاح.
رسالتك مسؤولة منك سواء بتـصرفـاتـك
النـبيلة وابتـسامتك المميزة التي تـبعث في النفوس روح السعادة التي نبحث عنها
جميعنا.
والعلوم الربانية أحسن العلوم
والتربية الدينية أجودها مـقياسا لعلو مقامها عند المولى تبارك وتعالى، والجدير
بالذكر أننا نتحدث عن الأمانة التي تعتبر عهدا وقعنا عليه وسنحاسب عليه ولو كان
صغيرا.
فتـذكر جيدا أنك مسؤول وأسعى جاهـدا
لتبليغها.
ما الحكمة من الوجود، وما عنوانك الرئيسي
الذي تحلم أن تصل إليه؟
وما هو هدفك في الحياة وباختصار ما رسالتك
للناس؟
السر في الرقم سبعة: شهادة أن " لا
إله إلا الله محمد رسول الله".
هي المدرسة الفكرية التعليمية التي تزودك
بالثقافة الأخلاقية التي تجـعل الناس يهتدون من خلال منهج الله سبحانه ولابد من
التسلح بالــــعلم من أجل إيصال الرسالة.
بلغ رسالتك للناس من خلال طباعك وأخلاقك
حـتى يدركون بـــأن ديننا دين يــسر لا عسر فيه وليس مثلما يفكر البعض وقل" اللهم
إني قد بلغت" وكن مثالا للناس وبلغ الأمانة بـأسـلوب راق، جــرب ولا تــتأخــر
لأن الرسالة ليست خط أقلام على أوراق مسـطرة أو أقـوال بـلا أفعال بل هي الأمانة
ولابد من تعلم الكيفية لإيصالها للناس.
تحمل
فهذا قدرنا فبعد الحزن ابتسامة وفرج ولكن بالصبر الجميل فكل إدراك وكل بحث في
السببية يعني حصول على نتيجة وكل هذا بالثقة والاستعانــة بمسبب الأسباب.
إبراهيم الفقي:
القناعة أهم أسباب السعادة، لأنها تجعلك
ترى الحياة جميلة.
هل تدرك أن الاختلاف رحمة من الله؟
لكل منا ظروف تعيق مسـار
نجـاحه فتـعكر مـزاجـه ودواء الظروف هو الصبر لو سألت المسجون عن حاله، سيخبرك
بـأنه ملّ ويتـمنى الحرية.
هناك مرضى أملهم الوحيد هو الشفاء.
سَل العقيم عن حاله، سيجيبك بأنه يتمنى أن
يرزقه الله بالولد.
سل العزباء عن حالها، ستجيبك بأنها تتمنى
أن تتزوج فقط.
لو سألت بــعض العـمال الـذين يعــملون
بـعيدا عن أهــلهم وسألتهم عن حالهم سيجيبونك أنهم يتمـنون أن يجدوا عملا بالقرب
من عيالهم ولو براتب أقل.
لو سألت مسؤول في الإدارة عن حاله سيجيبك
بأنه ملّ من المسؤولية لصعوبة التسيير، لو سألنا كل شخص عن حاله فســيعبر عما يـجتاحه
ولكل ظروفه ومن طبيعة الإنسان أنه يحب التغيير.
إذن لابد مـن التحمل والسعي للتغيير بكــل هـــدوء لا بـــالعصبية المحطمة
للمزاج فالإيمان بالقضاء والقدر هو السبيل لكســب السعــادة والدعـاء مخ العبادة
وتيسيرا للظروف.
ولتدرك أن
الاختلاف رحمة من الله عز وجل، فالتنظر إلى من هم أدنى منك في الرزق، ولا
ترفع رأسك عـاليا كي لا تـكسر رقبــتك، فــالله سبحانـه قد قـدر اخـتلاف الرزق
ويكفيك قُـــوتَ يومــــك وأرضى بالقسمة والنصيب يغنيك الله من فضـله، فــكم من
شخص كان يحلم ولم يـتحقق حلمه إلا بعد الأربـــعين، وكم من إنسان يتمـنى الولـــد
وقـدر الله أن يخلقه عقيما وكم مـن إنسان يــعيش في الغربة وحيــــدا فاحمد لله
عـلى ما أنت عليه لأن الله يراك، ولو شـاء لجعلك كما تريد لكن حكمته فيما يريد
تبارك سبحانه.
ولا
تقارن نفسك بصغار العقول، أولئك الذين يفكرون فقط في الحياة الدنيا وهمهم تتبع
عورات الناس ويتــدخلون فيما لا يعنيهم فتلك هي دنيا الكسالى يعيشون في صراع مع
شيطانهم الخبيث.
- خلقك الله
قويا، عاقلا، قاوم واسلك درب الناجحين تسعد وعندما يضيق صدرك، اقرأ آيات من الذكر
الحكيم أو لدرس من دروس التربية القرآنية التي تعيد إليك الراحة النفسية وراحة
البال.
-كن اجتماعيا
ولا تبتعد عـن الناس، فالصبر على أدى الناس يـقويك ويجعل منك مرجعا قويا يتعلم منه
الناس.
-كن حذرا من
الغفلة والفراغ الذي يزعزع نشاطك ويحطم قوامك.
-كن بشوشا وابتسم
فالعبوسة لا تنفع والبشاشة تريح القلب والشكوى لخلق الله مذلة والشكوى لله سكينة وعلاج.
-مداومة
الاستغفار والصلاة على النبي، فهي راحة النفس.
-المداومة على
مجالس الذكر في المساجد أو قراءة الكتب الـعلمية ومـا أكثرها في وقتنا فالإنترنت
معبئة بالدروس الدينية والـــتي تنجيــك من فراغ عدواني.
-السعادة هبة من الخالق ويهبها لمن يشاء
وما عليك فعله هو التدبر في آياته فكما قال سبحانه بعد بسم الله الرحمن الرحيم
وقال أيضا:" وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي
فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"
(124) طه