ضاقت بي الدنيا حين أحببت جــبني وحـــين سجنت نفسي
بين الضعفاء الذين يرون الحياة بأعينهم الضيقة، وبعــــقولهم الـــنسبية التي تفكر
سطحيا ولا تدرك معنى حقيقة الوجود.
ضاقت بي الحياة حين لقبت نفسي بالضيق ونــــسيت
أن الله سبحانه اسمه الواسع القادر الذي يجيب دعوة الداعـي إدا دعـاه، ويــــقبل
توبة عباده في أي وقت.
باب الله مفتوح في أي وقت، لا يغلق أبدا،
إدارته سبحانه واسعة ليس له ملفات إدارية كالتي عـند بني آدم فـقرآن ربي رحـمـة
والدعاء مـخ العبادة وفيه شفاء.
مذهب الله كله رحمة يدعو للتفكير والتعمق
في معنى الوجود
لله قرآن واحد ذكر فيه معنى الضيق ومعنى الفرج.
قال تعالى﴿ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً
حَكِيماً (130) ﴾سورة النساء
لماذا الواسع مع الحكمة؟
يقول جل وعلا: بعد بسم الله الرحمن
الرحيم
"يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ
وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ
إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ "(269) البقرة.
لسان الإنسان سلاح، إما أن يرقيه وإما أن
يسقطه في حــفرة من الهم والأسى والحيرة والضيق.
كتب الله لنا رزقنا، وأعطانا سبيلا وطريقا
للوصول إليه وأدرج لنـــــا خطوطا عريضة وطويلة، فكيف لنا التطاول والاعتراض على
أمره؟
سارع واعرض سلعــتك ومــتاعك بأخلاقك
وازرع الخـير مهما كان صـغيرا فسـيزكيه الله وتأكد كلما ضاقت، فرجت كما قال تعالى:
" فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا
(5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) سورة الشرح
يعني الفرج آت لا محالة، كيف لا وهو وعد
الله سبحانه.
-انظر إلى السماء، قل ما شاء الله، قل الحمد لله، تنفس
جـيدا
هيا قم وتوضأ وصلي ركعتين لله وفي السجود
تكلم معه بلطف وأدب وبأية لغة كانت وأخبره أنك عبد ضعيف والقوة له وحده.
-أخبره أنك لا تستطيع واعترف فهو
يسمعك.
-تكلم عن الضيق الذي يسكن فؤادك وعن الهم الذي تعاني منه
-اسأله ما تريد وتأكد بل وتق أنه الودود
والقادر دون شك
-أدرك أنها ستفرج لا محالة أما أن تشـكو
للعبد فسيلقبك بالمسكين.
قال تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) سورة
البقرة فهل عندك شك أن الله سبحانه
وتعالى يسمعك وهو قريب منك؟
فلماذا تكثر من الشكوى أوليس الشكوى لغير
الله مذلة؟
كلنا نمر بالصعوبات، فهل يستطيــــع صديقـــك
أن يحل مشاكلك؟
الصديق يخفف عنك من ثقل الهموم، والأحسن
أن يــــكون صـــديقا حبيبا لبيبا يقربك من الله ويفقهك في الدين بدروس تحسيسية،
تتعــلم منها العبرة وتستمد منها الطاقة الإيجابية التي تعــيدك لرشدك، والأجمل مـن
كـل هــذا إن جـعلت شكـواك في سجـدة مطـولة تبـكي فيها لله سبحانه وتسأله اليسر،
والعجيب أن ترى شخصا في ظروف قــــاسية يعيش يأسا مستمرا وفي حزن لا يوصف وكل من
جلس بقربه يشكو له حالته وكأن العباد سيـحُلون مـشاكله.
أبدا أخي فالعبد قد يمل منك وقد يبتعد
ويغير طريقه ما إن يراك.
إذن كن مدركا أن الله هو مسبب الأســـباب ولا شــك
منجيك من العقاب.
من كتاب منهاج الناجحين توقيع وهاج مصطفى 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق